يُعد متحف اللوفر الواقع على الضفة الشمالية من نهر السين في العاصمة الفرنسية ”باريس“ أحد المعالم السياحية الأكثر زيارة في المدينة وأجملها طلّة وبهاء، حيث يستقبل المتحف حوالي 7,3 مليون زائر سنوياً.
ويعود السبب في استقطابه للوافدين من مختلف أنحاء العالم لاحتوائه على أكثر الآثار والقطع الفنية ندرة، بالإضافة إلى كل ما هو مميز وغالِ الثمن، ويمتد ليحتوي بأرجائه الضخمة إحدى أكثر المعارض الفنية شمولاً وتوسعاً منذ بداية القرن السادس قبل الميلاد إلى نهايات القرن التاسع عشر. ونظراً لما يتضمنه المتحف من الكثير من الخفايا والغموض، إليك عشرة حقائق لا تعرفها عن متحف اللوفر:
1. أكبر متحف في العالم:
يُعد متحف اللوفر أكبر متحف في العالم لدرجة أنّه يستحيل على الشخص رؤية المتحف بأكمله في يوم واحد.
يطرح أغلبنا نفس التساؤل حول ما يتطلب من الوقت لاستكشافه؟ حسناً، إذا كان لديك متسع من الوقت يدوم لـ100 يوم؛ حينها، ستتمكن من تفقّد كل قطعة أثرية متواجدة هناك، حيث ستتمكن من قضاء 30 ثانية على القطعة الواحدة فقط، على اعتبار أنّ المتحف يعرض 380,000 قطعة أثرية في المجموع، ولكن بالطبع ليست كل هذه المجموعة مسموح بعرضها للزائرين.
كما يمتد المتحف ليشمل خارج حدود القصر، بالإضافة إلى كونه متصلا بمتحف ”يوجين-دولاكروا“ ليطل على مشارف حديقة ”تولريز“ وهي أقدم حديقة في باريس . يستقبل المتحف 15,000 زائرا يومياً، 70% منهم من السياح الأجانب، فقد رحّب المتحف في عام 2016 لوحده بـ7,3 مليون زائر وهو أكبر عدد وصل إليه المتحف منذ افتتاحه محتلاً بذلك المرتبة الأولى عالمياً.
2. كان في الأصل قلعة:
لم يكن متحف اللوفر في الأصل متحفا، بل تتأصل جذوره إلى قلعة ”فيليب أوغوست“ المنشأة في عام 1190، ومن ثمّ تحولّت بدورها إلى قصر ملكي عُرف باسم قصر اللوفر الذي قطنه ملوك فرنسا في القرن السادس عشر.
3. نابليون واللوفر:
قام نابليون في إحدى الأيام بتغيير إسم المتحف من اللوفر ليقرنه باسمه؛ ”متحف نابليون“، وأضاف إلى مجموعته حينها حوالي 5000 قطعة أثرية، إلى أنّ هذه القطع لم تمكث في مكانها لمدة طويلة حيث تمت إعادتها إلى مالكيها الأصليين بعد مقتله.
خلال حكمه، علّق نابليون لوحة الموناليزا في غرفة نومه الخاصة، وكانت تلك المرة الأولى التي تم فيها تعليق اللوحة على حائط منذ أي وقت مضى، وحظيت اللوحة بفرصتها الثانية على الحائط عندما قامت ”جاكلين كينيدي“ بجولة سياحية على متاحف العاصمة واشنطن ونيويورك.
4. الموناليزا:
لا شكّ بأنّ لوحة الموناليزا للفنان والرسّام الشهير ليوناردو دافنشي إحدى أكثر اللوحات شهرة على الإطلاق التي يعرضها متحف اللوفر، حيث يسافر الناس من مختلف أنحاء العالم ليحظوا بنظرة خاطفة عليها ويتأملوا إبداعها وجمالها.
ما لا تعرفه عن هذه اللوحة أنها ليست كبيرة الحجم كما يتخيّلها الجميع، حيث تبلغ أبعاد اللوحة (77×53سم) فقط والتي هي أكبر قليلاً من ورقة بحجم A2 . نظراً لأهمية هذه اللوحة، فهي تحظى بحرّاسها الشخصيين ومحمية بحاجز من الزجاج المضاد للرصاص في بيئة يتم التحكم بمناخها، بالإضافة إلى التدابير الأمنية الشديدة الأخرى.
تعرّضت اللوحة للسرقة في عام 1911 من قبل رجل إيطالي يدعى ”فينتشنزو بيروجيا“ إلى أن تمت إعادتها مجدداً إلى المتحف بعد عامين فقط.
ما زالت هوية الموناليزا لغزاً محيراً إلى يومنا هذا، ولم يتمكن أحد للوصول إلى سر ابتسامتها بهذه الطريقة، ويعتقد الكثيرون بأنّها زوجة ”فرانشيسكو ديل جيوكوندو“، حيث أنّ اسمها الحقيقي باللغة الإيطالية ”ليزا جيوكوندا“، ويعتقد آخرون بأنّها انعكاس لوجه ليوناردو دافنشي في المرآة.
5. معارض اللوفر:
تمتد معارض اللوفر العملاقة لتشمل 60,000 متر مربع؛ أي ما يقارب 6 هكتارات؛ وتضم صالات العرض حوالي 7500 لوحة، حيث 66% من هذه اللوحات تم رسمها من قبل الفنّانين الفرنسيين.
وتنقسم صالات العرض إلى ثمانية أقسام وهي كالتالي:
- آثار الشرق الأدنى.
- الآثار المصرية.
- الآثار اليونانية والإترورية والرومانية.
- الفن الإسلامي.
- المنحوتات.
- الفنون الزخرفية.
- اللوحات.
- المطبوعات والرسومات.
- الآثار المصرية.
- الآثار اليونانية والإترورية والرومانية.
- الفن الإسلامي.
- المنحوتات.
- الفنون الزخرفية.
- اللوحات.
- المطبوعات والرسومات.
6. اللوفر والنازيين:
كما ذُكرَ سابقاً، لم يكن متحف اللوفر يستخدم دائماً كمتحف، فقد استخدمه النازيّون كمخزن للفنون والقطع الأثرية المسروقة خلال الحرب العالمية الثانية.
7. ”بلفيغور“، شبح اللوفر:
يعود تاريخ نشأة متحف اللوفر إلى عام 1190 لذلك يجب أن يكون موطناً لبعض الأشباح، أليس كذلك؟ حيث يعتقد البعض أنّ المتحف مسكون من قبل مومياء تدعى ”بلفيغور“، ويُعتقد أيضاً أنّ حدائق ”تولريز“ القريبة أيضاً مسكونة من قبل رجل يرتدي زيّاً أحمر.
8. هرم اللوفر الزجاجي:
تم بناء هرم اللوفر الزجاجي البالغ ارتفاعه 20,6 مترا في عام 1989، فقد تم صنعه من الزجاج إضافة إلى الهيكل المعدني فقط، مُسبباً بانتصابه وثباته جدلاً واسعاً، حيث يُعد الآن إحدى المعالم الأكثر تميّزاً في المدينة.
ولكن الكثير من الناس لا يُدركون بأنّ هذا الهرم الزجاجي هو واحد من أصل أربعة آخرى أصغر منه حجماً تحيط به في الفناء الخارجي للمتحف (باحة كور نابليون).
9. محور اللوفر:
يتمثّل محور اللوفر بخط معماري من المعالم الأثرية يمتد على مسافة حوالي 5 كم عبر وسط باريس إلى غربها، والذي يُعرف بالمحور التاريخي، حيث يشكّل متحف اللوفر مركزاً لدائرة يمر محيطها عبر أكثر المعالم الحضارية شهرة في المدينة والمتمثلة بقوس النصر ومسلّة ساحة كونكورد.
10. هناك متحفان يحملان اسم اللوفر:
لعلّه كان من المتعارف عليه بأنّ هناك متحف واحد فقط يحمل اسم اللوفر، لا هذا ليس صحيحاً!
فقد عقدت أبوظبي اتفاقية لمدة 30 سنة مع متحف اللوفر بفرنسا سنة 2007 لإنشاء متحف في أبوظبي باسم ”لوفر أبوظبي“ مقابل 1.3 مليار دولار، وتكلفة بنائه على مساحة 24000 متر مربع حوالي 130 مليون دولار. سيتم عرض فيه مقتنيات من مختلف أنحاء العالم ومن مختلف العصور، ومنها مقتنيات تعرض لأول مرة كلوحة السيدة العذراء لجوفاني بيليني، ولوحة لبيكاسو قليلون يعرفون بوجودها أصلا، ومنها أيضا مقتنيات فرعونية.
ففي عام 2017 تم إكمال بناء متحف ”لوفر أبو ظبي“ ليكون بدوره أول متحف عالمي في العالم العربي.
إذا كنت تبحث عن متحف غني بالتاريخ والثقافة والتراث، ما عليك إلّا زيارة متحف اللوفر في باريس، والذي سيُدهشك بثقافته الواسعة ومعروضاته المُلهمة، وتفحّص لوحة الموناليزا الشهيرة في كل مجدها، ولا تنس زيارة الهرم الزجاجي المعاصر.